كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي



وينقض ما قرره في ذينك الموضعين في قوله: "قد حذفوا حرف القسم كثيرا تخفيفا، وذلك لقوة الدلالة عليه، وإذا حذفوا حرف الجر أعملوا الفعل في المقسم عليه ونصبوه، قالوا: الله لأفعلن بالنصب، وذلك على قياس صحيح وذلك أنهم إذا عدوا الفعل قاصرا إلى اسم رفدوه بحرف الجر تقوية له، فإذا حذفوا ذلك الحرف إما لضرورة الشعر وإما لضرب من التخفيف، فإنهم يوصلون ذلك الفعل إلى الاسم بنفسه كالأفعال المتعدية فينصبونه به، نحو قوله تعالى: {واختار موسى قومه سبعين رجلا} (1)، وقولهم: استغفرت الله ذنبا، ويقال: كلته وكلت له، ووزنته ووزنت له يكون من ذلك قول الشاعر (2):
كلامكم علي إذن حرام ** تمرون الديار ولم تعوجوا

وحكى أبو الحسن في غير الشعر: مررت زيدا، وكذلك قالوا في القسم: الله لأفعلن" (3).
وأثر هذا الاضطراب باد في تردد الصبان (ت: 1206هـ) في الحكم على نزع حرف الجر
- - - - - - - - - -
(1) الأعراف: 155.
(2) البيت لجرير، وهو في ديوانه: 1 /278، بلفظ: (أتضمون الديار ولا تحيا)، وتصلح شاهدا كذلك على نزع حرف الجر وانتصاب الاسم، لكن قال الأخفش الأصغر عن هاتين الروايتين: إنهما ليستا بشيء، وروى البيت بلفظ مررتم بالديار ولم تعوجوا، وبهذه الرواية يسقط الاستدلال على الحذف والإيصال. ينظر: الكامل 1 /50، وخزانة الأدب: 9 /121- 122. والبيت برواية: (تمرون الديار) بلا نسبة في: شرح المفصل: 8 /8، وشرح الجمل لابن عصفور: 1 /312، وشرح الكافية: 4 /140، ومغني اللبيب: 138، 616، وشرح ابن عقيل: 1 /407.
(3) شرح المفصل: 9 /103.